رواية #التيه لـ #عبد_الرحمان_منيف
_ التيه هي الجزء الأول من خماسية مدن الملح، أتت في 611 صفحة.
_إن الحكاية أشبه كثيرا ببدايات الإنسان على سطح الأرض، يبدأ منيف في وصف الحياة في وادي العيون وصفا دقيقا ثم مجيء الأمريكان الذين يجلبون معهم الآليات ليستخرجوا ما بباطن الأرض، يُصاب أهالي القبيلة بالذهول من هذه الآلات التي لم يروا مثلها سابقا، هنا يظهر متعب الهذال في دور المعارض على انتهاكات الأجانب وسياسة ابن الراشد في دعم الغرباء بمباركة السلطة الحاكمة، تتشتت القبيلة ويختفي متعب الهذال، أغلبهم يرحل إلى قرى أخرى.
_ينتقل بنا الكاتب إلى حرّان، حرّان هذه قرية على شاطئ البحر، تعيش حياة بدائية، هي كذلك دخلها الأمريكان وأقاموا عليها مراكز لإستخراج الثروات الباطنية، هنا يبرع الكاتب في وصف الحياة هناك وكيف طفقت الحياة تدّب في هذه القرية الصغيرة، من أول مخبزة وأول دكان وأول بناية واول طبيب وأول سيارة وأول منظار وأول مذياع وأول مقهى.
_إن لهذا الكاتب نفس طويل في السرد والوصف، إنه فعلا عبقري الرواية الصحراوية.
_كيف يمكن لشخص أن يصف حياة أمة بأكملها بهذه الطريقة، في هذه الرواية لا يوجد بطل حيث غيّب دور البطل ليلقي في كل مرة الضوء على شخص لعب دور فعال في حياة حرّان اليومية.
_ برع الكاتب في الإنتقال بين شخصيات روايته بحيث جاءت شخصيات وذهبت أخرى دون أن تحس بذلك، بعضها غيّبها الموت وبعضهم غيبتهم الظروف.
_بقي صوت واحد صادح في الرواية، صحيح ان الكاتب لم يذكره كثيرا لكنك تحس بهمساته وهمهماته بين السطور، إنها شخصية متعب الهذال، هذا الذي أخذته العزة والأنفة بالأرض
والقبيلة.
_ابن الراشد زعيم قبيلة وادي العيون سابقا كذلك انتقل إلى حران كدليل للأمريكيين وهو الذي وفّر اليد العاملة من العرب ليعملوا تحت امرة الأجانب
_ وأنا أقرأ الرواية تذكرت مقولة لزايد بن سلطان آل نهيان
'' إن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي. ''
_في الرواية يبين الكاتب أن الدم العربي أرخس بكثير من البترول من خلال هضم الشركة الأجنبية لحقوق العامل العربي على أرضه وإستنزاف ثرواتها الباطنية مع اذلال أهلها
_ الكاتب سخر كثيرا من السلطة في الرواية والمتمثلة في شخص الأمير لذلك مُنعت في السعودية
_مهما ذكرت ومهما وصفت فلا يمكن أن أوافي هذه الرواية حقها.
_إن تسميتها رواية إجحاف في حق الكاتب، إنها وثيقة تاريخية إجتماعية وإقتصادية لأمة بأكملها طوال حقبة من الزمن
_ما أبهرني أكثر المشاهد التي ساهمت في إنبثاق المعارضة ضد الأمير والعوامل التي ساعدت على ذلك، وحديثه عن مختلف الأطياف الدينية والثقافية والطبقات الإجتماعية بتمثيلها في شخصيات ودخول وسائل العولمة وكيف تعامل معها المجتمع المنغلق على نفسه.
_في الأخير أقول كم من ابن راشد في عالمنا العربي وكم ينقصنا من متعب هذال.
0 تعليق على موضوع : رواية التيه لعبد الرحمن المنيف
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات