-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أين السر أنا لا أرى السر !؟

 أين السر أنا لا أرى السر   

هذا الكتاب الصدمة 

سأحاول طرح رأي كل من الدين ، الأدب  و من موقع الباحثون السوريون في هذا الكتاب لأنه أخذ الكثير من الشهرة التي في رأي لا يستحقها البتة و لو كنت أعرف محتواه لأدرجته تحت شرط #كتاب_تعتقد_أنه_لا_يستحق_الشهرة_التي_نالها 樂 
ضعوا رأيكم الصريح في الكتاب في التعلقات

#مناقشة كتاب #السر للكاتبة #رواندا_بايرن ضمن #تحدي_القائمة_2017 شرط #كتاب_لم_يعجب_صديقك
# في الأدب # 

خرافة السر
عبد الله بن صالح العجيري

يزعمون أنهم استخرجوا سرا دفينا من بين أعماق السنين 
سرا مهيبا حاكما في دولة الوهم الحزين
وفي دولة العقل
تصير الأماني حيلة للمفلسين وفي دولة الوهم 
حيث يكون العقل عبئا 
فإن الأماني صنعة للمبدعين
خرافة السر : كتاب يقرأ كتاب السر بعين ناقدة يسبر أغواره ويدخل إلى أعماقه ويبحث في زواياه وخباياه ، ليقدم لقارئه وجبة نقدية لذيذة للكتاب الأشهر في العالم والذي طالما انتظره

###
# في الدين #

السؤال : فقد سمعت عن كتاب واسع الانتشار يسمى (السر) the Secret، وقرأته فوجدته يدور حول مفهومٍ يسمى (قانون الجذب) والذي ينص على أن الشبيه يجذب إليه الشبيه، وأن ما يقع بالإنسان من خير وشر فهو نتاج أفكاره، فما رأيكم في كتاب السر، وما الموقف الشرعي الصحيح من قانون الجذب؟
تم النشر بتاريخ:

الجواب : من الشيخ صالح المنجد
كتاب السر من تأليف منتجة الأفلام الأسترالية (روندا بايرن)، والتي تنتمي لحركة الفكر الجديد، والتي يؤمن أصحابها بمجموعة من المبادئ (الميتافيزيقية) والمختصة بطرائق العلاج، وتطوير الذات، وتأثير الفكرة في الماديات، وكتاب (السر) يدور حول هذه المفاهيم، ويروج لها وفق منظومة هذه الحركة، والكتاب كما ذكرتَ كُتب له الانتشار الواسع على المستوى العالمي، وترجم مؤخراً إلى اللغة العربية، وبالنظر في الكتاب، وتأمل ما فيه تبين وجود جملة من الانحرافات العقدية والعلمية الخطيرة، أهمها :
1. دعوة الكتاب إلى ترك العمل، والإعراض عن تحصيل الأسباب لنيل المطلوب، والاتكال على الأماني والأحلام، وذلك وفق قانون -مزعوم- يسمونه (قانون الجذب)، والذي ينص على (أن الشبيه يجذب إليه شبيهه) ، وأن (كلَّ شيءٍ يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك، أي ما تفكر فيه، فأياً كان الشيءُ الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك). وأصحاب هذا المبدأ يعتقدون أن الفكرة الواقعة في العقل تؤثر بذاتها في محيط الإنسان وما حوله، وأن الإنسان يستطيع بفكرته المجردة أن يجتذب إليه ما يريد من الخيرات من غير عمل، ويزعمون أن الفكرة لها تردد، وأنها تنطلق من عقل الإنسان على شكل موجة كهرومغناطيسية، وأنها تجتذب من خير الكون وشره مما هو على نفس الموجة، فإذا كنت تفكر تفكيراً إيجابياً فأنت تطلق موجة ذات تردد إيجابي تجذب إليك الإيجابيات، وإذا كنت تفكر بفكرة سلبية فأنت تطلق موجة سلبية تجذب إليك السلبيات. ولا شك أن هذا الكلام مصادم للعلوم التجريبية وبديهة العقل ، وأن اعتقاده أو العمل بأفكاره مصادم للشرع.
أما مصادمته للشرع ، فلأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض ، ورتب الرزق على بذل الأسباب ، وليس على الأماني والخيالات ، قال تعالى : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) الملك/15
وأما مصادمته للعقل فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم ، وتعطل مصالح أهله ، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات ، إذ مقتضى هذه النظرية ، أن المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه ، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال ، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكير إيجابياً فيما يريد ، ثم يطلب من الكون - عياذا بالله - تحقيق مراده ، دون عمل أو بذل .
وأصحاب هذه الدعوة يتناقضون حين يقولون للمريض المشرف على الموت لا تتوقف عن الدواء ، وإلا فمقتضى فكرتهم ترك التداوي وإغلاق المستشفيات ، وتحويل كليات الطب إلى مقاعد للتفكير والاسترخاء لطلب الأماني والأحلام أو ما يسمونه الأفكار الايجابية ، وقس على هذا غيره من الأعمال ؛ فظهر بهذا أنها دعوة مصادمة للعقل ، مخالفة للحس ، لا تستقيم عليها حياة الناس ، وصدق القائل :
إذا تمنيتُ بتُّ الليل مغتبطاً *** إن المُنى رأس أموال المفاليسِ

2. غلو الكتاب في تعظيم ذات الإنسان، وإعطائه هالة من القداسة والعظمة، واعتقاد أنه ذو قدرات مطلقة، وطاقات هائلة، تبلغ به حد القدرة على الإيجاد والخلق، فكل ما يقع بالإنسان من خير وشر فهو من خلقِه وإيجاده ، يقول الكتاب مثلاً: (أي شيءٍ نركز عليه فإننا نخلقه) [السر 141] ، ولا شك أن هذا انحراف كبير، وشرك بالله تعالى في ربوبيته ، وصدق الله تعالى : ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )
3. الدعوة إلى عقيدة وحدة الوجود الباطلة بالقول أن الخالق والمخلوق شيء واحد، وأن الإنسان هو الله في جسد مادي، تعالى الله، وقد ترددت هذه الدعوى في أكثر من مكان، وبأساليب مختلفة.
4. إحياء جملة من العقائد الشرقية والفلسفات الوثنية، كديانات البوذيين والهنادكة وغيرهم، وقد رأينا احتفاء أصحاب هذه الملل والأديان بكتاب (السر) هذا لما قام به من نشر لمبادئ هذه الأديان وترويج لها.
5. الدعوة إلى التعلق بالكون رغبة وسؤالاً وطلباً، فإذا أردت شيئاً فما عليك إلا أن تتوجه بطلبك للكون، والكون سيلبي طلبك ولا بد، والإسلام إنما يدعو لتعليق القلب بالله جل وعلا فإليه الرغبة والتوجه، والسؤال والطلب، والتوجه إلى غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه من الشرك، أعاذنا الله منه.
6. معارضة الكتاب لعقيدة القضاء والقدر، حيث ينكر الكتاب أن الله قد كتب مقادير الخلائق، وأنه سبحانه قد قدّر المقادير، فهو يرى كما يرى غلاة القدرية ممن ينكر القضاء والقدر أن ما يقع في الكون لم يدخل في علم الله من قبل ، ولم يسبق به كتاب ولا شك أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان لا يصح إيمان العبد إلا به.
7. دعوة الكتاب إلى الأنانية، والتمحور حول الذات، والانسلاخ من مختلف القيم الشرعية والضوابط الخلقية، واللهث خلف شهوات النفس وملذاتها، فمعيار الفعل أو الترك هو في مقدار ما يجلبه ذلك الشيء من البهجة واللذة، وبمقدار محبته، فما كان محبوباً فليفعل وما كان مبغوضاً فليجتنب، دون مراعاة للخلق والدين، ولا شك أن هذا معارض للقيم الشرعية والخلقية، فالمسلم مضبوط بإطار ديني وخلقي لا يصح له أن يخرج عنه ولا أن يتجاوزه، فما أمر الله به فهو الواجب، وما نهى عنه فهو المحرم، وما أباحه فهو المباح، والواجب الالتزام بأحكام الشريعة والدين.
هذا بعض ما اشتمل عليه الكتاب من انحرافات، وعليه فالواجب اطراحه، والإعراض عما فيه، ومن شاء أن يتعرف على حقيقة هذا الكتاب، ومدى ما فيه من انحرافٍ مفصلاً فبإمكانه الرجوع إلى بحث
خرافة السر: قراءة تحليلية لكتاب "السر" و"قانون الجذب"

##
# موقع الباحثون السوريون #

كتاب السر وقانون الجذب، علم أم خرافات ؟
إذا رغبت بشيء ما رغبة شديدة: الحصول على ثروة أو الشفاء من مرض أو النجاح أو سيارة جديدة، فما عليك إلا أن تركز جيداً وتتبع الوصفة التالية:
أولاً عليك أن ترغب بهذا الشيء بشدة وتتخيله، أن تؤمن وتقتنع أنك ستحصل عليه، ومن ثم تستعد لاستقباله، و.. آبراكادابرا.. السيارة الجديدة التي تخيلتها أصبحت تحت نافذتك، ومرض السرطان اختفى تلقائياً، ونجحت نجاحاً باهراً في الامتحان !
قانون الجذب “Law of attraction” هو قانون غير فيزيائي، يعتمد عليه كتاب "السر The Secret" لكاتبته "روندا بايرن Rhonda Byrne" والذي ذاع صيته وطبعت منه أكثر من 22 مليون نسخة، ذلك الكتاب الذي ينتمي لما يدعى بـ"حركة العصر الجديد New Age"، وهي عبارة عن حركة تحاول دمج العلم والروحانيات في عقائد عالمية شاملة، ويصنف ذلك الكتاب ضمن كتب المساعدة الذاتية التي توجه القراء إلى حل مشاكلهم الشخصية بوساطة التفكير الإيجابي وتسبب لهم حالة من الرضى في حياتهم، وكتاب " السر" يتعهد بتحويل الأحلام إلى حقيقة من خلال التفكير الإيجابي .
مبدئياً بإمكاننا أن نخبركم أن قانون الجذب قد نجح في "جذب" 330 مليون دولار هي مبيعات الجزء الأول من الكتاب والفيلم وحدهما، ولكن يبدو أنّ كتاباً واحداً لم يكفي لجعل الناس يحققون أحلامهم ولذلك فقد أصدرت "بايرن" جزئين آخرين من الكتاب لاحقاً.
يزعم "السر" بأنه يستند إلى أسس علمية وذلك بسبب استعارته لعددٍ من عبارات الفيزياء الكمومية، رغم أنّ كاتبته لم تتلقى أيّ شهادةٍ أو تعليم في أيّ من مجالات الفيزياء، ووفقاً لبايرن فإن "السر" يستند إلى فكرة من أفكار "العصر الجديد" تدعى بـ "قانون الجذب Law of Attraction" وهو ينص على أن الأشياء المتماثلة تجذب بعضها البعض، فالأفكار الإيجابية تجلب الأشياء الايجابية، والأفكار السلبية تجلب الأشياء السلبية، ما يعني بكل بساطة أننا إذا فكرنا بما نريد فسنحصل عليه.
ربما تعود هذه الفكرة إلى 391 قبل الميلاد حين اقترح أفلاطون فكرة مشابهة تتلخص في أنّ القوى الكونية تعمل على جعل الأمثال تتجاذب: فالحب يجذب الحب والبغض يجذب البغض. لو كان هذا المبدأ صحيحاً في الحالات الايجابية فيجب للطيبة أن تجذب الناس الطيبين، ولكنّنا نعرف أنّ الطيبة تجذب المستغلين! ولو كان صحيحاً في الحالات السلبية فيجب أن تجذب الأفكار الإجرامية عواقب سلبيّة لمن يحملها كالعقاب والسّجن، فهل ينال المجرمون عقابهم تلقائياً بدون بذل الجهود الجبارة من رجال القانون والشرطة؟
عدا أن سطحية ذلك المنطق فإنه في الفيزياء تتجاذب الأشياء المتضادة (المتعاكسة) فالموجب يجذب السالب، وأياً كان، فإنّ قانون الجذب البشريّ الخاص بالكتاب لا يمت للفيزياء والعلم بشيءٍ لعدّة أسباب:
لا ترقى هذه الفكرة لتكون فرضيّة علميّة لعدم قابليتها للقياس: فعندما يفترض العلماء فرضيةً جديدةً، عليهم أن يشرحوا كيفية عملها كي نستطيع تصميم تجارب تهدف للتحقّق من أنها تعمل حقاً، لكن "السر" دخل بمشاكل عميقة عندما حاول شرح الآلية التي يفترض أن يعمل بها قانون الجذب، وفقاً للشرح المفترض فإن أدمغتنا ترسل بطريقةٍ ما ذبذبات ما غير مقاسة، ويلتقط شيءٌ ما موجودٌ في مكانٍ ما في الكون تلك الذبذبات، ويفكّ شيفرتها ويستجيب لها بطريقةٍ ما.
فإذا قرّرنا اختبار هذه الفرضيّة اختباراً علمياً على عددٍ من المتطوعين المقتنعين بقانون الجذب، ثمّ وجدنا أنهم فشلوا في تحقيق رغباتهم بهذه الآلية، فهل هذا يعني أنّ الفرضية خاطئة؟
بالطبع لو كانت الفرضيّة علميّة لتمّ دحضها بهذه الطريقة التجريبة الواضحة، ولكنها وضِعت ككلّ فرضيات العلم الزائف بطريقةٍ لا تقبل الدحض، فهناك مهربٌ يستعمله من وضع الفرضية لتبرير فشلها بالتجربة، وهو أنّ المتطوع "لم يركز بشكلٍ كافٍ"، أو "لم يرغب بتحقيق أمنيته بالطريقة الصحيحة"، أو غيرها من الادعاءات غير القابلة للقياس، وهكذا فالتجربة لم تفشل وقانون الجذب لا يدحض أبداً مهما فشل!
إذاً دعونا نطرح السؤال التالي:
هل من المعقول أنّ من لديه طفلٌ مصابٌ بالسرطان "لم يرغب بشفائه رغبة كافية" ؟؟؟ أو لم يقضي كلّ ليلةٍ وهو يتخيله ينهض من سرير المشفى ليضحك ويلعب مع إخوته ثانية؟
هل من المعقول أنّ من قام بسحب ورقة يانصيبٍ وهو في أمسّ الحاجة للنقود "لم يتخيل فوزه بها بشكلٍ كافٍ" ؟؟ إذاً لماذا لا يشفى كلّ الأطفال من الأمراض بفضل رغبة أهلهم العميقة؟ ولماذا لا يربح كلّ من اشترى بطاقة يانصيب؟ هل لأنهم لم يقرؤوا هذا الكتاب؟
لو كان قانون الجذب يعمل، ألا يجب أن يربح جميع اللاعبين وينجح جميع الطلاب ويشفى جميع المرضى إذا كان كلّ ما يتطلبه الأمر هو الرغبة الصادقة والتفكير الايجابيّ والتخيل !!
هنالك مشاكل جدية أخرى مع ما يدعى بالأسس العلمية "للسر" فوفقاً للكتاب فإن كل شيء يحدث في حياتك، أنت الذي جذبته لحياتك عن طريق أفكارك... لكن هل هذا صحيح؟
وفقاً لقانون الجذب، فإنك إذا تعرضت لحادث، أو مرض ما، فإنه خطؤك، حيث أن أفكارك السلبية هي التي سببت ذلك. إذاً في حال حصول حادث لتحطم طائرة فهل هذا يعني بأن أحد أو بعض الركّاب هم الذين سببوا ذلك الحادث؟ ولكن ماذا عن أفكار الركّاب الآخرين؟ هل يمكن للأفكار السلبية لشخصٍ واحد أن تطغى على الأفكار الايجابية للآخرين، وبالتالي يهلك الجميع؟!
وماذا حين تتناقض الرغبات؟ حين يحضر عدة أشخاصٍ مقابلةً لوظيفةٍ ما، وجميعهم يرغب بهذه الوظيفة رغبةً شديدة، فإلى جانب من سوف تقف الذبذبات الكونية؟ هل إلى جانب من تخيل حصوله على الوظيفة أكثر؟ أم إلى جانب من يملك المؤهلات ويحقّق شروط الوظيفة؟
وفي هذا السّياق سنسأل كلّ من جرب واقتنع بقانون الجذب: هل شفيت من المرض بفضل السرّ وحده ومن غير طبابة ودواء؟ هل حصلت على منحةٍ دراسيّة من خلال التفكير الإيجابي ومن غير بذل المثابرة في الجهد والمراسلات؟ هل حصلت على السيارة التي رغبت بها من دون أن تنفق –أو ينفق من اشتراها- سعرها؟
الجواب هو: لا.. نعرف أنكم تعرفون أنّه لا يجب الاعتماد على الرغبات بدون مثابرة وعمل، وكتاب السرّ ليس كافياً لتحقيق الأماني من دون عمل واجتهاد، على سبيل المثال يعرض الموقع الالكتروني للكتاب أن هناك مصابين بالسّرطان قد شفيوا بفضل السرّ، ولكنّ هل هذا يعني أنهم اوقفوا علاجهم الطبيّ ليجرّبوا هذه الطريقة في الشفاء؟ بالطبع لا ولكنّهم قرروا أن يعتقدوا أنّ السرّ هو من شفاهم وليس الطب!
لنقم معاً بتجربةٍ لطيفة ونتمنى أن تخبرونا بنتيجتها:
جربوا تطبيق تعليمات السرّ على تجربة معقولة الاحتمالية، وهي أن تحصلوا على الرقم 6 برمي حجر الزهر 6 مراتٍ متتالية، ولنرى إن كان سوف يحدث أيّ انحرافٍ بنتيجة تركيزنا على الرقم 6! كرروا التجربة 10 مراتٍ مثلاً للتحقق من النتائج، هل "انجذب" الرقم 6 إلى حجر النرد؟ ركزوا وارغبوا واقتنعوا وتخيلوا أكثر، هل قامت "القوى الكونيّة" بجذب الرقم 6 ؟؟ أم أنّ النتيجة لا زالت توافق نظرية الاحتمالات العادية؟
هنالك عددٌ من الرسائل الإيجابية وسط كل ذلك الابتذال حيث أن النظرة المتفائلة للحياة بالطبع أفضل من النظرة المتشائمة، وكذلك فإن أفكارنا ومشاعرنا تؤثر على كيفية تفاعلنا مع تجارب الحياة، ولكن ذلك ليس بالسرّ وليس خفياً على أحد، وليس له أي علاقة بما يسمى "قانون الجذب"، فما يجذب النجاح هو العمل لا الرغبة.
ولكن ما هو سرّ جاذبية قانون الجذب؟
تكمن الجاذبية في أنّ التفكير الإيجابي بأن نصبح أنحف –مثلاً- هو أسهل بكثير من التزامنا بالحمية الغذائية والتمارين، والتفكير الإيجابي بالسيارة أسهل من كسب المال لشرائها، هو ببساطةٍ يقنع الناس بأنّ تغييراً بسيطاً في طريقة تفكيرهم سوف يحسّن من حياتنهم وينقذهم من مشاكلهم، ولو كانت كاتبة هذا الكتاب تملك فعلاً أسرار هذه الظاهرة الكونيّة المعجزة فلماذا لا تحكم العالم وتوقف الحروب وتنجح في كلّ مساعيها وتصبح مليونيرة؟ ولكنها أذكى من ذلك، فهي أصبحت فعلاً مليونيرة ولكن ليس بفضل التفكير الايجابي والتمني بل بفضل مثابرتها وتسويق عملها وبيعها ملايين النسخ من هذا الكتاب، بالجهد لا بالتمني.
إذاً يحق لنا أن نسأل: من أين عرفت "بايرن" هذه الأسرار الكونية الخطيرة؟
اعترفت بايرن بنفسها بأنها اصطنعت الكتاب من ترقيع مجموعة من الأفكار مع بعضها البعض ومنها الفيزياء الكمومية وروحانيات "العصر الجديد" والمفاهيم المنطقية الشائعة وذلك بعد قراءتها لكتابٍ ملهم يدعى "علم الوصول إلى الغِنى The Science of Getting Rich، والذي أهدتها إياه ابنتها عام 2004 أثناء مرورها بأزمة نفسية.
بعدها قررت "بايرن" بأنها عثرت على مفتاح الكون وألّفت كتاباً حول أفكارها، ولم تتكبد حتى عناء التحقق من الأخطاء المنطقية أو الحقائق العلمية .
والسر في نجاح الكتاب هو حملته التسويقية البارعة ودمج البديهيات الاعتيادية مع التفكير السحري "للعصر الجديد" وتقديمها على أنها المعرفة الخفِيَّة. وكتاب "السر" ليس بالشيء الجديد، كما أنه ليس بالسر حتى، فعلى مدى عقود قدمت كتب المساعدة الذاتية والعصر الجديد أجوبة سهلة لمشاكل الحياة.
ولكنّ الحقيقة تبقى قائمة، في أنّ المثابرة وحدها هي من تولّد النجاح، وأهدافنا في الحياة –إن لم نتابعها بالجدّ والاجتهاد- لن تعدو عن كونها أمنيات، والتفكير الإيجابي ليس مفيداً إلا إن دفع صاحبه إلى التفاعل الإيجابي مع مشكلاته، فإن اعتبرتم أنّ ما قدمه لكم الكتاب هو الإلهام والدافع لمزيد من العمل والاجتهاد فهنيئاً لكم، ولكن ارجوكم لا تذهبوا إلى الفحص مسلّحين بالتفكير الايجابي بدلاً من الدراسة، ولا توقفوا علاج مرضاكم وتستبدلوه بالأماني والرغبات، ولا تعتقدوا لحظة أنّ كتاباً بإمكانه أن يحقق الأماني ويحلّ مصاعب الحياة، فالنجاح تجذبونه بجهدكم وإصراركم، لا بالتمني.

عن المدونة

عشاق الكتب الجزائر موقع مرتبط بمجموعة عشاق الكتب -الجزائر- و التي تهتم بنشر ثقافة القراءة في المجتمع, تسهيل وصول القراء للكتب الإلكترونية المجانية, تلخيص محتويات الكتب المفيدة, مساعدة الطلبة الباحثين وتوجيههم لايجاد مراجع لأبحاثهم, تعزيز النقاش والحوار بين المثقفين, تشجيع الاعضاء على نشر ابداعاتهم الادبية والفكرية وبحوثهم الجامعية في فضاء يحتضن افكارهم وينميها

0 تعليق على موضوع : أين السر أنا لا أرى السر !؟

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    أقسام الموقع

    إحصائيات المدونة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    عشاق الكتب - الجزائر-

    2017